السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، عمري 22 سنة، عندما كنت صغيرة تعرّضتُ مرتين في حياتي للخوف من الموت، وكان يستمرّ بالكاد ساعة واحدة، ثم أنام وأستيقظ في اليوم التالي ولا أشعر بشيء.
منذ نحو 5 أشهر قرأت خبرًا عن وفاة فتاة مشهورة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ ماتت فجأة بجلطة قلبية وهي نائمة، مع أنّها لم تكن تعاني من أي مرض، فخفتُ كثيرًا ودخلتُ في دوامة من الوساوس، وأصبح الخوف من الموت ملازمًا لي ليل نهار، لا يفارقني أبدًا، حتى صار كل تفكيري مشغولًا به، وكلما سمعت خبرًا جديدًا –وكثيرًا ما يُنقل في هذه الأيام عن موت الشباب فجأة– يزداد خوفي أكثر.
بدأت أشعر بنغزات وصداع، وضيق في التنفس، وآلام مختلفة، فأرتعب وأسأل (شات جي بي تي) كلما شعرت بعرض جديد، خوفًا من أن تكون أعراض جلطة.
ذهبت لإجراء الفحوصات، ومنها صورة الرنين المغناطيسي، وتبيّن أنّ جسمي سليم، -والحمد لله- وكلما أجريت فحوصات دم، يظهر عندي فقر دم متوسط.
أثّر الوسواس عليّ كثيرًا، حتى في الصلاة؛ فكنت أحيانًا من شدّة الخوف أصلّي وأنا جالسة؛ بسبب الدوخة، غير أنّي كنت أفضّل الصلاة على أن أتركها.
صرت أفكر بشكل عميق في الحياة وسبب وجودنا، وصرت أدقّق في البشر وفي تصرفاتهم، وأفكّر أكثر من اللازم، حتى أصابني اليأس، وفقدتُ الشعور بأي شيء يجعلني سعيدة، وصرت عالقة بين خوفي من الموت، وعدم وجود ما يُفرحني أو يُنسيني ما أعاني منه، وبات الوسواس أقوى وسيطر على تفكيري.
منذ يومين بكيتُ كثيرًا، ودعوت الله أن يخلصني من هذا الوسواس، لأنّي أشعر أنّي أثقِل على أمّي وأُتعبها، ووالدي مسافر، وكل المسؤوليات على أُمي، وأحسّ أنّها تحزن عليّ في داخلها، وصرت أخاف عليها أن يُصيبها أي شيء، وصار الوسواس يجعلني أخاف على مَن أحبهم، فأصبحت أتخيّل أنّهم قد يموتون.
عزمتُ على مواجهة الأمر والسيطرة على نفسي، بعد دعائي الأخير لله تعالى، فقمت بحذف أغلب التطبيقات، وأحاول ما استطعت الابتعاد عن الأخبار، ووسائل التواصل الاجتماعي، وإن كنت أعلم أنّ هذا ليس حلًا نهائيًا، وأنّي قد أسمع الأخبار من الناس في الواقع وأنتكس بعدها، لكني ألغيت كل شيء.
البارحة أصابتني نوبات متقطعة، يصحبها ضيق في التنفّس، لكنّي حاولت بكل طاقتي السيطرة على أفكاري، ساعدوني، كيف أتخلّص من أفكار موت الشباب المفاجئ؟ وهل يشعر الإنسان بدنوّ أجله قبل أن يموت؟