الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي صديق أرغب في دعوته لاعتناق الإسلام، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي صديق أرغب في دعوته ومساعدته لاعتناق الإسلام، وأرى لديه رغبة متأرجحة في ذلك، لا أريد أن أدعوه بشكل مباشر حتى لا ينفر، فهل لدى فريقكم الدعوي إمكانية التواصل معه؟ وماذا ينبغي أن أفعل؟ علمًا بأنه مسيحي وجنسيته أجنبية.

جزاكم الله خيرًا.



الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Hatem حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدَنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب.

نشكر لكَ حرصك على الدعوة إلى الله تعالى، وتعريف صديقك بالإسلام وحرصك على إسلامه، ونسأل الله أن يُجري الخير على يديك، ويجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.

ونحب أن أذكِّرك أوّلًا - أيها الحبيب - بفضيلة الدعوة إلى الله تعالى؛ فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]، والرسول ﷺ يقول: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ» [رواه البخاري ومسلم]، يعني خيرٌ لك من أفضل الأموال.

وقد أحسنت - أيها الحبيب - حين فكَّرت بأن تستعين بمن يُعينك على إيصال الخير إلى هذا الشاب وتعريفه بالإسلام، ونصيحتُنا لك: أن تتواصل مع المراكز الدعوية في البلد الذي أنت فيه، وتحاول أن تطلب منهم بذل جُهد في دعوة هذا الشاب، ومحاولة تعريفه بالإسلام، وستجد -بإذن الله تعالى- خيرًا كثيرًا ونفعًا كبيرًا.

كما أننا لا نشاركك - أيها الحبيب - الرأي في أنه إذا دعوته أنت إلى الإسلام فإنه سينفر من ذلك، فإذا تلطَّفت به، وحاولت أن تلفت انتباهه إلى أن يعرف شيئًا عن الإسلام، لا تدعوه مباشرة إذا تخاف عليه النفور والمعاندة، فحاول أن تُحبِّب إليه معرفة شيء عن الإسلام، بأن يقرأ عنه، وأن يقرأ ما فيه من عقائد، ويمكن أن تدلَّه على موقعنا هذا لو كانت لديه استفسارات ونحو ذلك.

فهذا الجهد المبذول منك لا نظنُّ أبدًا بأنه سيكون سببًا في نُفْرته، ولكن ينبغي أنت أن تُقدّر الموقف بما يصلح له، فالحكمة في الدعوة إلى الله: أن تفعل الشيء الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يجعلك مفتاحًا للخير مِغْلاقًا للشر.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً