السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي ضيق من فعل أي واجب، ولكن أبدأ باختصار حياتي.
عمري 27 عامًا، أبي – غفر الله له – كان وما زال كريمًا في إنفاقه علينا، وما زال يُنفق عليَّ دون تذمّر، بل يُحزنه أن أرفض مالًا منه، ولكنه شديد القسوة علينا، كان يضربنا ضربًا مبرحًا، ووصل الأمر أن ضربني بالسكين يومًا، وكان الضرب الشديد يرتبط في كثير من الأحيان لأجل الصلاة وحفظ القرآن، وأحيانًا كان الضرب دون وجه حق.
لمدة عام أو يزيد كانت تضيع أموال من البيت، وكنتُ أُتهم بسرقتها وأُعاقب، ويعلم الله أني لم أسرقها، وكان أبي وأمي يتشاجران أمامي، ويَسبّها بأفظع الألفاظ، وعندما بلغت 17 من العمر أصبتُ بوسواسٍ شديدٍ في الصلاة وفي النية وفي القرآن، وبعد عام شفيتُ مِن قَدْرٍ كبيرٍ منه.
ثم أُصبتُ بالتشدد في الدِّين، وكنتُ أفرط في صلاة النوافل وقراءة القرآن وتقصير الثوب، ونصح الناس في أمور خلافية، وكان كل ذلك بسبب الرعب الذي ملأ قلبي من الله، فكان في هذا التشدد رجوع جديد للوسواس.
وبعد بلوغي العشرين أصبتُ بالاكتئاب الشديد، وكنت أريد أن أترك الإسلام وأعتنق اللادينية مع الإيمان بوجود خالق، ولكن شاء الله أن أبقى على الإسلام.
وتطور الاكتئاب، وكنتُ أجرح جسدي جروحًا شديدة، ورسبت في الجامعة عامين، واعتزلتُ أهلي وكل الناس لأكثر من عام، وزرت عدة أطباء، وكنت أكره الدواء، ورضيت بمرضي، وكنت أشعر بالكراهية تجاه الناس كلهم.
وقد فكرت في الانتحار بأن أحتسي سمًا، ثم أشرع في الصلاة، ثم أعرضت، وحاولت الانضمام للجيش للمشاركة في حروبه، ولم أفلح.
ولم أجد بُدًا مِن أن أعيش مستقيمًا، فالتحقت بكلية أخرى، ونجحت بتفوقٍ، وبدأتُ في مشوار نيل الماجستير، ولم يتم بعد.
أكتب لكم كي أصف حالي بعد هذه الفترات:
أنا الآن أصلي بدون روح فيها، وحاولت كثيرًا أن أحب القرآن فما زاد صدري إلَّا ضِيقًا به، ولا أحب أهلي، وأُعين أبي في كبره، وأحاول بر أمي وقد انفصلت عن أبي، وأحاول جاهدًا أن أرعى أختي المسكينة التي لم تجد من يربيها حق التربية.
كل شيءٍ في الدنيا يضيق به صدري، كل شيءٍ ثقيل جدًّا: المذاكرة، الصلاة، رعاية والديّ، أختي، وقد هجرت القرآن، ومنذ اكتئابي أدمنت الإباحية وما زلتُ، وحاولت تركها ولم أفلح بعد، ماذا أفعل؟