الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضميري يكاد يقتلني لأن مديري يريد أن يطلق زوجته ويتزوجني

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أعمل في شركة، وتُعدّ هذه أول تجربة لي في سوق العمل، وكانت كذلك أول مقابلة أجريها، وقد ذهب والدي معي في حينها، كما أن الوظيفة جاءتني عن طريق جار لنا موثوق به، ولهذا قبلت بها.

مديري في العمل، وبعد مرور نحو سنة من عملي، بدأ يلمّح لي بأنه مهتم لأمري، ولعلمي بأنه متزوج، لم أعطِ الأمر أيّ اهتمام، ولكن مع مرور الوقت تطور الوضع، وأصبح يُظهر رغبته في الزواج بي، والسبب -كما قال- أن زوجته قد كذبت عليه في أمر مهم قبل الزواج، ثم أنجبت منه ولدًا، فاهتزت ثقته بها.

عندما علمت زوجته بأنه مهتم لأمري، أرسلت إليّ رسائل تهديد وطعن في شرفي، وعند حدوث ذلك، رفضت الأمر رفضًا قاطعًا، علمًا بأنني كنت أساسًا رافضةً لفكرة أن أكون زوجة ثانية، لمجرد أن الرجل متزوج، فضلًا عن علمي بأن غيرتي لا تسمح لي بذلك، وأعلم أن هذا تقصير مني، وإن كنت لا أناقش في حكم الله بشأن التعدد.

بعد أن عرف الرجل رأيي وموقفي الرافض، تفاقمت مشاكله مع زوجته، وهو الآن يريد أن يطلقها.

أنا خفت أن أخبر عائلتي بما حدث، خشية أن تقع مشاكل، وخفت أيضًا من أن أفقد عملي، وأنا في حاجة إليه، وقد تدهورت حالتي النفسية كثيرًا بسبب هذا الأمر، وأصبحتُ أعاني من نوبات هلع وقلق شديد، حتى إنني لا أعرف كيف أتصرف، ولا إلى أين أذهب!

تأنيب الضمير يكاد يقتلني، وأشعر وكأنني السبب في ما يحدث، رغم أني لم أقصد شيئًا، ومع هذا فإنني منذ سنتين أعيش في هذه الدوامة النفسية المتعبة، وقد تغيّرت شخصيتي بالكامل، وتأثّرت علاقاتي بعائلتي وزملائي في العمل، حتى أصبحت لا أستطيع التحكم في تصرفاتي.

أنا أعرف مواضع الخطأ، وأدعو الله كثيرًا أن يفرّج همي، ولكنني بدأت أقول في نفسي: لعل الله لا يستجيب لي، لأنني مذنبة، أو أن هناك أمرًا قصّرتُ فيه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان.

دعينا نكون صرحاء معك، فالمستشار مؤتمن، ونحن لا نريد إلا صالحك وصالح كل مسلم، ونرجو أن يكون ذلك خالصاً لوجه الله تعالى:

أولاً: التمدد العاطفي بين اثنين لا يكون من طرف واحد قط، بل لا بد أن يكون ابتداءً من طرف ثم تجاوب الطرف الآخر، ثم بعد ذلك تبدأ العلاقة، وعليه فما حدث من مديرك معك تتحملين فيه جزءاً ليس بالهين، إذ لو وجد المدير منك صداً من بداية الأمر لما تجرأ أن يستمر في الحديث معك.

ثانياً: أنت تعلمين نفسك جيداً، وقد قلت إن غيرتك شديدة، وأنك لا تقبلين أن تكوني امرأة ثانية، وأنت في ذات الوقت تعلمين أن الرجل متزوج، فلماذا تركت الحديث ينساق حتى إن الرجل اليوم قد يقدم على الطلاق -عياذاً بالله- لأجل أن يظفر بك!

ثالثاً: الرجل الذي يتحدث عن أهله بمثل هذا السوء ليس مأموناً أن يتحدث عنك بأضعافه، وأغلب الناس حين يريد أمراً ما يجتهد أن يوجد مبررات بعضها صحيح وبعضها كذب، وبعضها تضخيم، فلا تقعي في مثل تلك الغفلة.

رابعاً: احذري أن تتسببي في هدم أسرة، تتحملين في الدنيا بلاءها، ولن تسلمي إذا ما تزوجت أن يفعل ما فعله مع الأولى معك، لذا ننصحك بما يلي:

1- إن كان الرجل متديناً وخلوقاً وتقدم إليك بطريق رسمي فاجعلي الموافقة مشروطة بأن يحتفظ بزوجته ولا يطلقها، وأن يكون الزواج علناً.

2- إذا لم تقدري على ذلك، فأوصلي له رسالة مفادها أن يتوقف من فوره عن الحديث عن أي زواج، وأن هذا الأمر محسوم عندك، وأن تكون العلاقة في مكان عملك محصورة في العمل.

3- ابحثي عن عمل آخر في مكان آخر، ولا تجعلي طلبك للدنيا مفسداً للآخرة، واعلمي أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

4- خذي مما حدث عبرة، ولا تفتحي المجال لأي طارق دون غطاء شرعي، وأخبري أهلك في كل أمور حياتك، فبهذا تسعدين في الدنيا والآخرة.

نسأل الله أن يحفظك وأن يرعاك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً