الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التقييم السلبي والأفكار المعرفية السلبية وطرق التخلص منها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة لا أدري ما هو حلها، لقد أصبحت أبكي بلا سبب، وأشعر بملل لدرجة أني تمنيت الموت مراراً، لكني لم أقدم على الانتحار، أحياناً أشعر وكأني ميتة وأفقد الإحساس بنفسي، وعندما أنظر إلى من هو حولي أشعر وكأنه مزيف فكل شيء سيفنى، ومؤخراً بدأت أشعر وكأني عالقة في الماضي وبالطفولة، فعندما أنظر إلى منظر مظلم أتذكر طفولتي، كما أعاني من الوحدة والفراغ النفسي، وقد حاولت مراراً تجنب هذا الشعور بالبقاء مع عائلتي، مع العلم أن عائلتي مفككة، فوالدي يتخلى مراراً عن مسئوليته ونادراً ما أراه، وهو مسافر في الوقت الحالي، فوجوده كعدمه، مع العلم أنه لم يكن كذلك في السابق، أما عن إخواني فهم يدرسون خارج البلد، وحتى إن كانوا في البيت فوجودهم كعدمهم، والعائلة مكونة من أمي وأنا وأخواتي الأربع والسائق، ولقد لاحظت أني في كل عطلة أسبوع يجب أن أبكي على الأقل 3 مرات، مع العلم بأنه لا أقارب لدي، فأقارب أبي نحن منقطعون عنهم، وأقارب أمي نزورهم في الصيف، وقد لاحظت تغير الناس من حولي نحو الأسوأ، لا أدري ما هو السبب الذي يجعلني سجينة، وأن طفولتي مظلمة، فعند قراءتي لكتب نفسية شعرت أني معقدة نفسياً، فهناك الكثير من الأمراض التي تخلصت منها مع الوقت مثل الرهاب الاجتماعي، والخوف من الأماكن الضيقة، وقد ازدادت ثقتي بنفسي وتركت الخجل وأشياء كثيرة، لكن لم يزل ذلك الحزن الذي عشت به حياتي حتى طبع على ملامح وجهي، فما سبب كل هذا؟ وما سبب الشرود والأفكار الغريبة التي تراودني مؤخراً من شراء البيت الذي عشت فيه طفولتي وكرهي لتلك الطفولة بدون سبب، وغيرها من الأفكار؟ وهل أحتاج فعلاً إلى طبيب نفسي؟

أرجو أن تجيبوني على أسئلتي، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

مثل هذه الحالات يمكن أن توصف بأنها نوع من القلق الاكتئابي مع النظرة السلبية وعدم تقدير الذات، الحمد لله أنك قد تخلصت من الرهاب الاجتماعي والصعوبات الأخرى، والمطلوب الآن هو التخلص من التقييم السلبي والأفكار المعرفية السلبية، وسيتم ذلك باستبدال كل فكرة سلبية بما يقابلها من فكرة إيجابية، وسوف يؤدي هذا بإذن الله إلى تغيير خارطة التفكير.

لاشك أن ما كتبه أصحاب المدرسة التحليلية قد أضر كثيراً ببعض الناس، وكل ما ذكر في هذه المرحلة من رواسب الطفولة وصعوباتها وانعكاس ذلك على الصحة النفسية في المستقبل ليس صحيحاً.

والحمد لله أن هذه المدرسة النفسية أصبحت تفقد الآن الكثير مما اكتسبته سابقاً، وحتى الذين روجوا لأفكار فرويد أصبحوا الآن في حل لها، وأصبحت المدرسة السلوكية هي السائدة الآن، والمدرسة السلوكية بصفة عامة تدعونا لأن نعيش الماضي بتمعن وعبر، والحاضر بقوة ومثابرة، والمستقبل بتفاؤل وأمل.

لا شك أن الأدوية النفسية الحديثة تساعد كثيراً في مثل حالتك حيث أن الاكتئاب والقلق وحتى الرهاب ناتج من تغيرات كيميائية بسيطة في المخ، وليست الظروف الاجتماعية والنشأة هي الأساس في كل شيء، ومن هنا أود أن أصف علاجاً دوائياً يعرف باسم (زيروكسات) وتبدأ بجرعة نصف حبة ( 10 مليجرام ليلاً ) لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ( 20 مليجرام ليلاً ) وتستمري على هذه الجرعة لمدة 3 – 4 أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة ليلاً أسبوعين ويمكن بعد ذلك إيقاف العلاج.

وسوف يؤدي هذا العلاج إن شاء الله إلى فائدة كبيرة فقط عليك بالتوكيل والتفاؤل، والإصرار الجازم على التحسن.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً