الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طواف الوداع مستحب للمعتمر

السؤال

هل يجب علي طواف الوداع إذا كنت قد أديت العمرة في رمضان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمعتمد عند جمهور فقهاء المذاهب الأربعة أن طواف الوداع غير واجب على المعتمر إذا أراد مفارقة مكة المكرمة خلافاً للشافعية الذين يوجبونه على كل من أراد مفارقها من حاج ومعتمر وغيرهما. وإليك كلام الفقهاء في هذه المسألة:

قال العيني الحنفي في البناية شرح الهداية: ويسقط ‌طواف ‌الوداع عن ستة: عن المكي؛ لأن التوديع شأن المفارق، ‌والمعتمر، وأهل المواقيت فمن دونها ممن نوى الإقامة بمكة قبل النفر الأول، ... وعن الحائض والنفساء. اهـ.

وقال ابن الجَلَّاب المالكي: قال مالك رحمه الله: ‌وطواف ‌الوداع مستحب غير مستحق. ومن صدر من منى يوم النفر الأول، فطاف ونفر أجزأه ذلك، لإفاضته ووداعه. وإذا طاف ‌المعتمر وسعى فليس عليه أن يودع إذا انصرف مكانه. ومن ودع ثم بات بمكة استحببنا له أن يعيد وداعه، ومن ودع ثم تأخر لشراء حاجة، فليس عليه إعادة. اهـ.

وقال سعيد باعشن الحضرمي الشافعي في شرح المقدمة الحضرمية عند ذكره لواجبات الحج: (و) السادس (‌طواف ‌الوداع) على كل من أراد مفارقة مكة من حاج ‌ومعتمر وغيرهما، ومكي وغيره، أو من منى عقب نفره منها وإن طاف للوداع عقب طوافه للإفاضة عند عوده إلى منى من مكة؛ إذ لا يكون طواف وداع إلا بعد الفراغ من جميع نسكه. اهـ.

قال المرداوي الحنبلي في الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف -وهو يتحدث عن طواف الوداع: «قال في الترغيب، والتلخيص: لا يجب على ‌غير ‌الحاج» انتهى.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني