زوجي مقصر في حقي ويفضل زوجته الأولى عليّ، فكيف أتصرف؟

2025-10-08 00:09:22 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

هل أنا مُطالَبة شرعًا بالإحسان إلى زوج ظالم يُهمِّشني، ولا يُحسن عِشرتي، ويُظهر ميلَه إلى زوجته الأولى، ويُقارنني بها مُفضِّلًا إيَّاها؟

وهل يجوز لي الأخذ من ماله من غير علمه لحاجتي وحاجة ولدي؛ لأنه يُنفق بترف على أهله وأسرته الأخرى؟ بينما أنا وطفلي وبعض حاجات البيت لا يراها ضرورية، وإن قام ببعض الواجبات المادية يمنُّ عليَّ بها ويُذلّني ويُهينني!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع.

ونحب أن نؤكد لك -وقد تواصلت مع هذا الموقع الشرعي، كنصيحة وأنت في مقام بناتنا وأخواتنا- بأن تقومي بما عليك كاملًا حتى لو قصَّر الزوج؛ لأن الحياة الزوجية عبادة لربّ البرية؛ فالذي يُحسن من الزوجين يُجازيه الله، والذي يُقصِّر يُحاسبه الله -تبارك وتعالى-، ولعلَّ إحسانك واستمرارك في القيام بما عليك لله وتقربك بذلك إلى الله؛ يؤثِّر عليه؛ فإن أثَّر عليه وعاد فتلك مصلحته، وإن لم يَعُد واستمر في ظلمه فويل لكل ظالم.

وأمَّا بالنسبة للأخذ من ماله؛ فهذا لا يجوز إلَّا إذا كان فعلًا يبخل في الأشياء الأساسية؛ لحديث هند: «إن أبا سفيان رجل شحيح، فهل آخذ من ماله؟ قال: خذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروف».
وإذا كان يوفِّر الأشياء الأساسية فنحن لا نميل إلى هذا الاتجاه، ولكن طالبي بحقك وحق ولدك من الناحية الشرعية، واطلبي ذلك؛ فإن لبَّى فبها ونعمت، وإن لم يُلبِ فقد أديت ما عليك.

وإما إنفاقه على أهله؛ فقد يكونوا في حاجة؛ فإن لم يكونوا بحاجة فإنفاقه على أهله لا ينبغي أن يكون خَصمًا على أسرته، كما أنه ينبغي أن يعدل بين الأسرتين، فذكِّريه بالله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.
وإذا قام بواجباته وأدَّى شيئًا، أرجو أن تجربي أن تمدحيه وتشكرِيه على ما يأتي به، فإن اعترافك بالقليل سيجلب لك بعد توفيق الله الكثير.

لكن الذي نميل إليه هو أن تستمري على ما أنت عليه من الإحسان، والقيام بما عليك، وأداء الحقوق كاملة؛ لأنك تتعاملين مع الله -تبارك وتعالى- وتقصيره عليه، وإحسانك سيعود عليك بالخير والفضل.
نحن نُوقن أن هذا الأمر فيه مرارة، وفيه صعوبة، لكن الجنة مهرها غالٍ، فقد حُفَّت بهذه الصعاب، فنسأل الله أن يُعينك، وأن يجعلنا وإياك ممن إذا أُعطي شكر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا أذنب استغفر.

ومن المهم جدًّا أيضًا أن تغيِّري طريقة التعامل معه، وتقومِي بما عليك، وعند ذلك نتمنى أن يتغيَّر، أو أن يشعر بتأنيب الضمير أنه يُقصِّر في حقكم، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

www.islamweb.net