أختي تحادث شاباً، كيف أتصرف معها؟

2025-10-07 02:48:52 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي تبلغ من العمر حاليًا 15 عامًا، وتتكلم مع شاب يبلغ من العمر 19 عامًا، منذ ثلاث سنوات، وترسل له صورًا وتتحدث معه صوتيًا، للأسف، هي متعلقة به بشدة، نصحتها مرارًا، لكنها قالت لي: إنها لا تستطيع تركه، وأنه يحبها وهي تحبه، وأنه ينوي خطبتها في المستقبل، تقول: إنها لا تستطيع التخلي عن شخص كانت تتحدث معه طوال ثلاث سنوات، ولا تريد أن تجرحه.

أنا أخوها الأكبر، ولا أعلم كيف أتصرف، هل أخبر أمي أو أبي؟ هل أتصرف بنفسي؟ أنا غاضب جدًا، لكن لا أريد أن أتصرف بطريقة خاطئة.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معاذ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الكريم: أسأل الله أن يوفقك في هذا الموقف الصعب، وأن يلهمك الحكمة والصبر في التعامل مع أختك، أقدر مشاعرك كأخ كبير، حريص على حماية أخته، وأتفهم الغضب الذي تشعر به، ولكن من المهم أن تتعامل مع هذا الأمر بحكمة ورحمة؛ لأن الهدف هو إصلاح الوضع، وليس تصعيده.

في البداية، يجب أن نتذكر أن الإسلام يحثنا على النصح باللين والحكمة، كما قال الله تعالى: "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ" (سورة النحل: 125) كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الدين النصيحة" (رواه مسلم)، مما يدل على أهمية تقديم النصيحة بلطف ورفق.

من المهم أن تدرك أن أختك في سن المراهقة، وهي مرحلة حساسة تتسم بالعواطف القوية، والقرارات غير المدروسة، لذلك يجب أن يكون هدفك هو توجيهها بلطف نحو الصواب، مع الحفاظ على علاقتك بها كأخ داعم ومحب.

خطوات عملية للتعامل مع الموقف:

. قبل أن تتخذ أي خطوة، حاول أن تهدأ وتسيطر على مشاعرك، فالغضب قد يؤدي إلى تصرفات تندم عليها لاحقًا.
. اجلس معها في وقت مناسب، وابدأ الحديث بطريقة هادئة ومتفهمة، أخبرها أنك تحبها وتريد مصلحتها.
. اسألها عن مشاعرها وأسباب تعلقها بهذا الشاب، حاول أن تفهم وجهة نظرها دون أن تقاطعها أو تحكم عليها.
. اشرح لها أن العلاقات غير الشرعية ليست فقط مخالفة لتعاليم الإسلام، ولكنها قد تؤدي إلى مشاكل نفسية واجتماعية في المستقبل.
. أخبرها إذا كان الشاب جادًا في نيته، فليتقدم لخطبتها بشكل رسمي، أما إذا لم يكن مستعدًا لذلك، فهذا دليل على أن العلاقة ليست مبنية على أسس صحيحة.

. إذا لم تستجب أختك لنصحك، فقد يكون من الضروري إشراك أحد الوالدين، اختر الشخص الأكثر تفهمًا وهدوءًا، واطلب منه التدخل بطريقة حكيمة.
. لا تنسَ أن تدعو الله أن يهدي أختك، ويصلح حالها، الدعاء سلاح المؤمن، والله قادر على تغيير القلوب.
. تذكر أن أختك قد يكون لديها تعلق عاطفي قوي، وهو أمر شائع في سن المراهقة، هذا التعلق يمكن أن يجعلها تشعر بأنها لا تستطيع التخلي عن هذا الشاب، هنا يأتي دورك في مساعدتها على بناء ثقتها بنفسها، وإعادة توجيه مشاعرها نحو أهداف إيجابية.
. شجعها على الانخراط في أنشطة مفيدة، مثل الدراسة، أو تعلم مهارات جديدة، أو المشاركة في الأعمال الخيرية.
. ساعدها على بناء صداقات صحية مع فتيات صالحات، يمكن أن يكنّ لها دعمًا إيجابيًا.

أخي الكريم: تذكر أن الهدف هو إصلاح الوضع، وليس معاقبة أختك، كن لها سندًا وداعمًا، وكن قدوة حسنة في التعامل مع المواقف الصعبة، أسأل الله أن يوفقك في نصحها وأن يهديها إلى الصواب، وإذا شعرت أن الموقف يتطلب تدخلًا أكبر، فلا تتردد في استشارة مستشار نفسي إسلامي، أو شيخ موثوق.

وفقك الله.

www.islamweb.net