أجد في نفسي غصة من التخيلات السيئة رغم طردي لها!

2025-10-06 02:37:51 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لم أعان مشاكل مثل هذه من قبل -الحمد لله-، ولكن قبل فترة قصيرة بدأت تأتيني تخيلات سيئة -والعياذ بالله-، وأطردها في لحظتها -والحمد لله- بالاستعاذة والاستغفار، ولكن كونها تمر عليّ، أجد في نفسي غصة شديدة، فما سبب هذه المشكلة؟ وهل من حل؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أخي الكريم، أنت لم تتحدث عن طبيعة هذه التخيلات السيئة، وأنا أفترض أنها نوع من الوساوس القهرية، فالوساوس قد تكون ذات محتوى مؤلم جدًّا للنفس، خاصة إذا كانت تخيلات ذات طابع جنسي، أو ذات طابع ديني، أو ذات طابع عنفي، وهذه هي أنواع الوساوس المنتشرة.

فيا أخي الكريم، أتمنى أن توضِّح لي نوع هذه التخيلات إن كان ذلك ممكنًا، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فأقول لك: كما أنت تفعل الآن، حقِّرها تمامًا، ولا تُناقشها، ولا تحلِّلها، واستبدلها بفكرة أخرى تكون مضادة لها، فكرة تكون جميلة ورائعة كبديل لهذه الأفكار والتخيلات السيئة.

وأيضًا هناك علاج نسميه (التنفير) ومن خلال التنفير تربط هذه التخيلات السيئة بشيءٍ لا تحبه النفس، فمثلًا: وأنت جالس داخل الغرفة في مكان هادئ، تصوَّر أحد هذه التخيلات السيئة، ثم فجأة قم بالضرب على يدك بقوة على أي سطح صلب كسطح الطاولة، من المفترض أن تحس بالألم، اربط بين هذا الألم الذي وقع عليك وبين هذا الخيال السيئ.

يمكنك أن تكرر هذا التمرين 20 مرة متتالية: ضرب وإيقاع الألم مع استحضار الخيال السيئ..وهكذا، علماء السلوك وجدوا أن الربط بين ما هو مؤلم ومرفوض للنفس البشرية وبين الفكرة الوسواسية -أو أي فكرة مكروهة تفرض نفسها علينا- يؤدي إلى ضعف هذه الأفكار -بإذن الله تعالى-.

وأيضًا توجد علاجات دوائية نعطيها في بعض الأحيان، ومن هذه العلاجات دواء يُسمَّى (فلوكسيتين) هذا هو اسمه العلمي، وله عدة أسماء تجارية، أشهرها (بروزاك)، وربما تجده في بلادكم تحت مسمى آخر، وطريقة استخدامه كالآتي:

• تبدأ بكبسولة واحدة، (أي 20 ملغ).
• وبعد أسبوعين تجعلها كبسولتين (أي 40 ملغ) تستمر عليها لمدة شهرين.
• ثم تخفف إلى كبسولة واحدة لمدة شهر.
• ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء. هو دواء ممتاز وسليم جدًّا.

هذه خطة علاجية مختصرة على افتراض أن ما يأتيك هو بالفعل أفكار وسواسية، وطبعًا إن استطعت أن تُوضِّح لي طبيعة هذه التخيلات أكثر، هذا أيضًا فيه خير كثير، ونفيدك حينها بما هو أدق وأنسب لك -إن شاء الله تعالى-.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net