الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتنا معطلة وأمي تضع السحر في أرجاء البيت!!

السؤال

السلام عليكم.

لدي عدة أسئلة لم أجد لها جوابًا.

كنت أعمل، وكان رزقي جيدًا، ومحبة الناس لي كبيرة، لكن في لحظة، تعطّل كل شيء، شيء وراء شيء، وأنا جالسة في البيت أُنظّف، وجدت ورقة موضوعة على العين، يعني ليست مخبأة، مكتوب فيها طلاسم وطريقة غريبة.

ومن ذلك اليوم لم أعد أستطيع الجلوس في البيت، أشعر برغبة لاإرادية في الهروب، لا أعلم لماذا! المشكلة أنني فتحت الورقة وبدأت أقرأ، لكن لم أفهم شيئًا مما كُتب، الكارثة الكبرى أن أمي هي من وضعت تلك الورقة، وقد وضعت الكثير منها في البيت، وعندما واجهتها، قالت لي إنها فعلت ذلك من أجل إخوتي: أخي عمره 25 سنة، أختي 18 سنة، وأخرى 13 سنة، وعندما غضبت، قالت إنها فسختها.

بيتنا كله مليء بالمشاكل، تعطيلات، والدي ضائع، الجو في البيت ثقيل، كثرة الوسخ، حتى وصلت الأمور إلى أنني أجد ملابسي ممزقة، وهناك أمور كثيرة تحدث في البيت، أنا في حالة ارتباك، لا أجد حلاً، لا أعرف ماذا أفعل، ولا أعرف لمن أتحدث أو أشتكي!

أمي لديها مشكلة معي، لا تحب أن أنجح في أي شيء، كل شيء يأتي ضدي، أخاف منها، ما الحل؟ أين أذهب؟ كيف أتصرف؟ لا أستطيع الصلاة، ولا أقدر على فعل أي شيء، وعندما أخرج من البيت، أجد راحتي، وأستطيع أن أفعل كل شيء، كأنني مربوط البيت فقط، لا أستطيع البقاء في البيت، أرغب في الصراخ، أرغب في البكاء، رأسي لا أستطيع حمله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يفرّج همك ويكشف كربك، وأن يحفظك من كل سحر وحسد وظلم، وأن يعيد الطمأنينة إلى قلبك ودارك.

ودعينا نجيبك من خلال ما يلي:
أولاً: كوني على يقين بأن لا أحد يضرّك إلا بإذن الله، ومهما كان ما حدث أو من طلاسم، أو أوراق، أو أفعال، فالله يقول:"وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ"، أي لا السحر، ولا الساحر، ولا من استعان به يمكن أن يضرّكِ إلا إذا أذن الله بذلك لحكمةٍ يريدها، ليطهّركِ ويقرّبكِ منه، فمهما بدت الأمور مظلمة، فإن الله أقوى من كل ساحرٍ وسحر، وهو القادر على أن يبطل كيدهم في لحظة.

ثانيًا: لا تواجهي أمك بعنف أو غضب، فما ذكرتِه عن والدتك مؤلم، لكنه غير قاطع، ولا يمكن تفسيره بناءً على ظنون، وإن بلغت مبلغًا كبيرًا، ويجب أن تعلمي أمرين: لا يوجد في الدنيا من يحبك أكثر من أمك، تلك فطرة فطرت عليها، ولو فعلت فهي بالتأكيد لا تريد ضرك، بل ربما فهمت أن هذا لمصلحتك، أو هي مقتنعة بذلك، ونحن بالتأكيد نراه محرمًا، لكن نبين مقصدها وإن خالفناه؛ لذا تذكّري أن المواجهة الحادة أو الصراخ لن يجلب إلا مزيدًا من الألم، وحتى لو كانت فعلاً قد فعلت شيئًا مؤذيًا، فهي في النهاية أمّكِ، وربما وقعت تحت تأثير وساوسٍ، أو جهلٍ، أو من حرّضها، فاجتهدي في السكوت عن الجدال، ووجّهي طاقتك نحو الاستعاذة بالله وتحصين نفسك.

ثالثًا: خطوات عملية للشفاء والتحصين:
1. الرقية الشرعية اليومية بنفسكِ: افعليها وحدك في غرفتك، أو في مكان هادئ خارج البيت إن لم تستطيعي التركيز داخله، اقرئي يوميًا:
• الفاتحة
• آية الكرسي
• آخر آيتين من البقرة
• الإخلاص والفلق والناس 3 مرات
• الآيات:
• الأعراف (117–122)
• يونس (81–82)
• طه (68–70)
ثم انفثي على نفسكِ وعلى ماءٍ تشربين منه، واغتسلي بجزءٍ منه خارج الحمّام.

2 تحصين المكان: إذا كانت الدار مليئة بالمشاكل:
• اقرئي سورة البقرة بصوت واضح مرة كل ثلاثة أيام.
• أزيلي كل ورقة فيها طلاسم، أو حروف غريبة، لكن لا تمسّيها بيدك مباشرة، بل لفّيها في كيس وأحرقيها خارج البيت، وأنتِ تقرئين: "فالله خيرٌ حافظًا وهو أرحم الراحمين".

3. علاج الحالة النفسية المصاحبة لكثرة الخوف، البكاء، والرغبة في الهروب من البيت، كلّها أعراض طبيعية لمن يعيش ضغطًا روحيًا ونفسيًا شديدًا، لكن اعلمي أن القرآن شفاء، قال تعالى: "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور".

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً