الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت زميلتي وأريد الزواج بها لكني غير مقتدر مالياً..ماذا أفعل؟

السؤال

شاب عمري ٢٠ عامًا، أحببت زميلتي في مكان العمل لحسنها وأدبها؛ ولأنها منتقبة، وأريد الزواج بها، لكنها أكبر مني بـ ٣ سنوات، وأنا غير مقتدر الآن، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يُقدِّر لك الخير، وأن يصلح الأحوال.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الإنسان إذا رغب في الارتباط بفتاة لدينها ولحسْنها ولأدبها، فإن عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وننصحك بأن تضع أهلك في الصورة وتشركهم في الأمر، ثم تقدم لطلب يدها بطريقة شرعية صحيحة؛ هذا هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه أي شاب يريد أن يؤسس بيته وحياته، وكون الفتاة أكبر منك بسنوات هذا لا يضر، ولكن ينبغي أن تأتي البيوت من أبوابها، وتتخذ الخطوات الشرعية المعروفة.

وأول ما ننصحك به: أن ترسل أهلك إلى أهلها -الوالدة أو الأخت- ليتعرفوا عليها ويتعرفوا على أهلها، ويتأكدوا أولًا من أنها غير مرتبطة، ثم ليتعرفوا على الأسرة، ثم بعد ذلك من حقهم أن يسألوا عنكم، ومن حقكم أن تسألوا عنهم، فإذا وجد الوفاق والاتفاق والرغبة المشتركة، عند ذلك نأتي للخطوة الأولى.

ولا مانع من أن تكون هناك خطبة أو مجرد كلام، ثم بعد ذلك تتهيأ لإعداد نفسك وتوفير ما تستطيعه من المال من أجل أن تُكمل مراسم السعادة، مراسم الزواج، فقلة المال ليست عيبًا، لكن لا بد أن تظهر عنده الجدية والبحث وتوفير ما يستطيعه من المال، وكل هذه الخطوات تسبقها ما أشرنا إليه من معرفة استعداد الطرف الثاني لإكمال المشوار، واستعداد الأسرة أيضًا في الطرفين، وتهيئة الظروف، والتأكد من أنها غير مرتبطة بغيرك، وهذه كلها هي الأمور الأساسية.

وعليه نحن ننصح بألّا تكون هناك أي علاقة إلّا بعد هذه الخطوة؛ لأن الحب الحلال هو الذي يبدأ بالرباط الشرعي، يبدأ بالمجيء للبيوت من أبوابها، يبدأ بهذه الطريقة المعلنة، أمّا أن تتوسع المشاعر من الطرفين أو من طرف واحد دون أن يكون هناك معرفة بإمكانية إكمال المشوار من عدمه؛ فهذا مصدر تعب للطرفين، وهو في ذلك أيضًا باب إلى مخالفات شرعية لا تُرضي رب البرية.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وأكرر: لا إشكال في فوارق العمر بين الرجل والمرأة إذا وجد الوفاق والاتفاق، والميل المشترك، ووجد الدين، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً