الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ظروف بيتنا وتسويفي المستمر سببا تراجع مستواي الدراسي!

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في الصف السادس العلمي -الوزاري-، مستواي كان ممتازًا في السنوات السابقة -بفضل الله-، وكان مستواي في تصاعد؛ ففي الصف الخامس حصلت على درجة 97، رغم أن دراستي كانت قليلةً مقارنةً بالمعدل -والحمد لله-، ولكن في هذه السنة انخفض مستواي الدراسي، وأهملت دراستي، فقط أحترق داخليًا، وأحس أنه ليس بوسعي فعل شيء، رغم أن حلمي أن أدرس في كلية الطب، وأعلم أنها تحتاج معدلًا عاليًا لدخولها، ومدرستي حكومية -ثانوية المتميزات-، ولكنها تختص بدراسة المواد العلمية باللغة الإنجليزية، وقد دخلتها عن طريق اجتياز اختبار الذكاء -والحمد لله-، وقد علمت أنني في هذه الحالة لن أواجه مشكلةً كبيرةً كما يواجه أقراني عند دراسة الطب؛ لأن مادتي الأحياء والكيمياء الحالية التي أدرسهما الآن هما نفس مادتي أول سنتين في كلية الطب تقريبًا، والمفترض أن ذلك يحفزني، ولكنني أهرب للنوم.

قضيت السنة كلها أخطط وأقول غدًا، إلى أن اقتربت الامتحانات، فكثفت دراستي هذه الفترة، وقررت تأجيل مادة الفيزياء؛ لأن أستاذي لم يكمل المنهج، ورغم أن دراستي أصبحت أفضل، لكنني مستمرة بالتسويف، ومشاهدة اليوتيوب، أو قراءة فتاوى حتى في ليلة الامتحان، وأنا مستغربة من نفسي، وانتهى بي المطاف أنني امتحنت في 4 مواد، وأجلت الباقي إلى الدور الثاني.

قبل يومين تقريبًا ظهرت نتيجتي في هذه المواد؛ فقد حصلت على درجة 95 في المادة الإسلامية، وفي اللغة الفرنسية نجحت، ولكن درجتها لن تدخل؛ لأنها مجرد إضافة 0.7 على المعدل، وأيضًا حصلت على درجة 95 في اللغة الإنجليزية، وصدمت بدرجة 84 في اللغة العربية، المشكلة الأكبر أن هذه الدرجات صعبت علي الرحلة، وأحبطت والدتي، وأقربائي، غير أن معارفنا الكثر شكلوا ضغطًا علي.

مشاكلي بصورة عامة: إن غرفتي مشتركة مع 4 من إخوتي وجدتي، ولا يوجد حتى حديقة، وبالتالي فإن الضوضاء لا تجعلني أركز في دراستي، وأنا أحتاج للهدوء، كما أنني أشعر بالاختناق من البيت؛ فوالدي بيتوتي، وقد يبقى بالأشهر في البيت، إضافةً إلى أن جدتي مصابة بالزهايمر -النوع المتقدم-، وقد أثر ذلك على وضعنا نفسيًا، وعلى المستوى الصحي: فليس لدي مشاكل طبية، ولكنني أشعر بنبض متنقل، أنا واثقة بقدراتي ومستواي، ولكنني خائفة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقدر جدًا أنك شاركتينا تجربتك، وصعوباتك الحالية، يبدو أنك تواجهين تحديات كبيرة تتطلب الصبر والتحمل، ولكن -بإذن الله- يمكنك تخطيها، وسنقوم بمساعدتك من خلال بعض النصائح العملية:

نصائح عملية لتحسين الأداء الدراسي:

- حددي جدولًا يوميًا يتضمن أوقاتًا محددةً للدراسة، والنوم، والراحة، وحافظي على الالتزام بهذا الجدول بقدر الإمكان.

- حاولي البحث عن مكان هادئ في المنزل للدراسة، حتى وإن كان في زاوية غرفة مشتركة، واستخدمي سدادات الأذن إذا لزم الأمر؛ لتقليل الضوضاء.

- قسمي المواد الكبيرة إلى أجزاء أصغر، وهذا سيساعدك على التركيز والانتهاء من جزء معين دون الشعور بالإرهاق.

- احرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا؛ فالنوم الجيد يساعد في تحسين التركيز والأداء العقلي.

- حددي أوقاتًا محددةً لمشاهدة اليوتيوب، أو الأنشطة الترفيهية الأخرى، بحيث لا تؤثر على وقت الدراسة.

نصائح عملية لتحسين الحالة النفسية:

- الالتزام بالصلاة في وقتها، والدعاء بأن يمنحك الله السكينة والراحة النفسية؛ قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" (البقرة: 45).

- المحافظة على الأذكار اليومية، وخاصةً أذكار الصباح والمساء؛ فهي تساعد في تهدئة النفس، وزيادة الطمأنينة.

- تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن الكريم، ولو كان بضع آيات يساعد على تحسين الحالة النفسية.

- الإحسان إلى الآخرين، والتصدق بما تستطيعين يفتح لك أبواب الرحمة والبركة في حياتك؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "داووا مرضاكم بالصدقة" (رواه البيهقي).

- الإكثار من الاستغفار يساعد في إزالة الهموم والمشاكل، قال الله تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا" (نوح: 10).

إذا استمرت حالتك النفسية كما هي، فقد يكون من المفيد التحدث إلى مستشار نفسي متخصص؛ فالدعم النفسي يمكن أن يساعدك في التعامل مع الضغوط والتوتر بطرق فعالة.

ندعو الله أن يوفقك، ويعينك على تحقيق أهدافك، وتذكري دائمًا أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وأن كل تحدٍ يواجهك هو فرصة للنمو والتطور، فأكثري من الدعاء والاستغفار، واسعي لتحقيق حلمك بثقة ويقين بأن الله معك دائمًا.

دمتِ بخير وعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً