الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي ينفق كل ماله على عائلته ولا يهتم ببناء بيت لنا، فكيف أتصرف معه؟

السؤال

السلام عليكم

كنت أنا وزوجي نعيش في بلد أوروبي، قدر الله لزوجي الحصول على عمل في إحدى الدول العربية، لم أرفض فكرة الهجرة، وخاصةً أنه قدم لي الموضوع، وقال بأننا سنتمكن من شراء منزل -بإذن الله- بدون قروض، ويمكننا أن نؤمن مستقبلنا.

انتقلنا، وتوقفت عن العمل، منذ تواجدنا في هذه الدولة لم نقم بأي شيء؛ لأن زوجي يصرف كل مدخراته على عائلته.

لم أمنعه من مساعدة والديه، ولكنني في حيرة من أمري، فهل له أن يقوم بمساعده أخواته وإخوانه على حساب مستقبل أبنائه؟

أتذمر من الموضوع كلما تناقشت معه؛ لأنني أحس بأنه خدعني لأوافق على القدوم معه لهذه الدولة، والتخلي عن عملي.

هل يحق لي المطالبة بشراء منزل؟ وهل يحق لي أن أطلب منه أن ينقص من هداياه المتكررة والثمينة لعائلته؟ وهل يحق لي أن أطالب بحق أبنائي؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمكم السداد والرشاد، وأن يوسّع عليكم أبواب الرزق، وأن يزيدكم من فضله، وأن يحقق لكم الآمال، وأن يُعمّر بيتكم بالمال والخير، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه.

أرجو أن تستفيدوا من وجودكم في بلدٍ عربي، في تمكين معاني الدين في نفوس الأبناء والبنات، ونحب أن نؤكد أن هذا الزوج واجب عليه أن يقف مع أهله إذا كانوا محتاجين، وواجب عليه أيضًا أن يقف مع زوجته وعياله، فالموازنة في هذه الأمور مطلوبة، والإسراف مذموم، ومن حقك أن تنصحيه، ولكن أرجو أن تكون النصيحة في منتهى الحكمة؛ حتى لا يشعر بأنك واقفة في طريق أداء بعض الواجبات بالنسبة له.

هنا نحتاج أن نعرف: هل أسرته بحاجة إلى هذا الصرف والإنفاق عليهم؟ وهل يا ترى هو يُقصّر في الصرف والإنفاق على أولاده؟ أم هو يُوازن بين الأمرين؟

على كل حال: المسألة تحتاج إلى تفصيل، وكلامك في مكانه، ولكن نحن نحتاج إلى أن نعرف وجهة نظره، ونحتاج أن نعرف هل أهله في حاجة لأن يصرف ويُنفق عليهم؟ وهل هذا الذي يفعله هي ضروريات أم هناك أمور فيها إسراف -يعني كما هو واضحٌ من بعض الهدايا الثمينة التي تتكلّمين عنها-، وما الذي يدفعه لذلك؟ هل والده يطلب منه؟ هل والدته تطلب؟ هل هذه الهدايا لوالده أم لآخرين من أقربائه؟

كل هذه الأمور تحتاج إلى وقفات، فمن حقك أن تُناقشي، ولكن بهدوء، ومن حقك أن تُطالبيه وتنبهيه لمصلحة أبنائك، ومن حقك أن تُؤمّنوا مستقبلهم، كما أن من حقه أن يصرف على والديه بالذَّات، إذا كانوا محتاجين، أو أسرته والقرابة من الدرجة الأولى، إذا كانوا بحاجة ينبغي أن يصرف عليهم، أو يُعاونهم بقدر المستطاع.

أمَّا إذا كانت أوضاعهم جيدة، فالأفضل أن يُقدّم أسرته وأطفاله، وأفضل المال الدرهم والدينار الذي يُنفقه الرجل على أهله، كما جاء عن النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

من حقك أن تطالبي بشراء منزل، ومن حقك أن تطالبي أيضًا بأن يُنفق على أبنائه ويهتمّ لمستقبلهم، ولكن إذا كان والداه بحاجة فليس من حقك أن تمنعيه أن يُساعد والديه.

أرجو أن تكون المسألة واضحةً، ونحن كنَّا نحتاج إلى مزيد من التوضيح، وأرجو أن تُشجعيه على التواصل مع الموقع؛ حتى يكتب ما عنده، ويمكنكم أن تكتبوا استشارةً مشتركةً حتى نستطيع أن نتحاور معكم، ونضع النقاط على الحروف.

ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والهداية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً