السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من حالة لا أعلم ماهيتها بدقة! أنا إنسان أشكّ في كل شيء، فإذا تحدث معي أحدهم، أفهم كلامه بسلبية، رغم أنني لا أريد ذلك، ولكن أشعر أن شيئًا ما يسيطر على عقلي وتفكيري.
عندما أكون مقبلًا على حضور تجمع، أشعر بالقلق الشديد مسبقًا، وأخشى أن أُحرج أو أن تصدر مني زلّة، ولا أرغب أن يراني أحد في موقف خطأ أو إحراج.
علمًا أنني كنت أستخدم دواء "زيروكسات" بدون وصفة طبية، بعدما قرأت في الإنترنت تجارب أشخاص أفادهم في حالات الخجل والرهاب، فبدأت باستخدامه لمدة تقارب السنتين، بجرعة وصلت إلى ثلاث حبات (اثنتين مساءً وواحدة صباحًا)، ولكن بشكل غير منتظم.
شعرت بفائدة بسيطة، ثم حين نسيت حالتي وتوقفت عن الدواء، عادت الأعراض إليّ، خصوصًا في التجمعات، حيث أصبت بالتعرّق، والتلعثم، والاحمرار، والخفقان، وضعف التركيز، وعدم القدرة على المواجهة، إضافة إلى الاكتئاب والسلبية، والشعور بأن الناس تراقبني.
باختصار: عادت حالتي كما كانت، وبعد فترة استخدمت دواء "لوسترال"، ولكن لمدة أقل من شهر (من نصف حبة إلى حبة)، ولم أشعر بفائدة تُذكر، ثم عدت لاستخدام "زيروكسات" بجرعة نصف حبة فقط، وشعرت بفائدة بسيطة، واستخدمته لمدة حوالي ثلاثة أسابيع، ثم توقفت، والآن عادت حالتي كما كانت.
أصبحت أشعر بعدم الارتياح عند ذكر أشخاص معيّنين، أو عند التفكير بلقائهم، وأشعر بحرارة في صدري وبطني، مع ألم خفيف في المعدة، وأعاني من الوساوس، وأشك في الناس، ولا أثق بأحد بسبب مواقف حدثت لي في الماضي.
أعاني أيضًا من حساسية زائدة، وتأثر شديد بالمحيط الخارجي، خصوصًا الأصوات، أنفعل لأي صوت، وكلما حاولت ألا أتأثر، زاد انفعالي، وأصبحت أترقّب أي صوت، وإذا جرحني أحد، أُصاب بجرح نفسي بسهولة، بل حتى عند الحديث في حضوري، إن لم أكن طرفًا فيه، أشعر أنهم يراقبونني.
مثلًا، كنت أستخدم الهاتف الجوال، فإذا أساء أحد في كلامه، أشعر بالحرج وكأن الكلام موجه لي، ويزداد خفقان قلبي، وأشعر أنني مراقب.
أحاول السيطرة على انفعالاتي، لكنني تعبت، أعاني من الرهاب، الوسواس، الاكتئاب، والأفكار السلبية، وصرت أخرج أحيانًا من هذه الحالة، لكن سرعان ما أعود إليها، وأعيش في صراعات داخلية وخارجية.
أتمنى من الله أن يكون طرحي لهذا الموضوع سببًا في شفائي، فقد تعبت، وصرت مهزوزًا داخليًا وخارجيًا، وأتأثر بكل شيء.
عندما أكون في حالة الحساسية والانفعال، أصبح سلبيًا جدًا، وتؤثر الحالة في تعاملي مع والدتي – حفظها الله – فلا أستطيع الحديث معها كما ينبغي، ولا أبَرّها كما أحب، بسبب هذا التفكير السلبي.
أخشى دائمًا كيف يراني الناس، وأريد أن أجلس معهم بثقة، دون مراقبة أو ارتباك أو انفعالات زائدة. أريد ألا يهزّني أي كلام، فقد أصبحت أتأثر حتى بأطراف الكلام، حتى وإن لم يكن موجّهًا لي، وصرت أنظر إلى كل شيء في الحياة من منظور سلبي.
أخجل من أن يعرف أحد أنني أعاني هذه الحالة، أحيانًا أستطيع أن أستعيد ثقتي بنفسي، لكنني سريعًا ما أعود إلى الاكتئاب، وأُصاب بإحباط شديد، وألوم نفسي بشدة، حتى إنني أعود إلى العزلة، حيث أشعر ببعض الراحة، لكن لا أستطيع المواجهة؛ لأن حالتي تعود بمجرد الاختلاط بالناس، فأشعر بمراقبتهم لي، وخاصة مراقبة أخطائي، وهذا يجعل الأمور تزداد سوءًا.
أصبح تفكيري مشغولًا بما إذا كان من حولي – كأقاربي أو إخوتي – قد رأوني في حالة اكتئاب، فيتغير أسلوبهم معي، وأشعر بشفقتهم عليّ، فيزداد ألمي، وأحيانًا أبكي، وأتمنى لو أختفي.
عندما تأتيني الحالة، لا أريد أن أسمع أو أرى شيئًا، حتى لا أتذكّر ما رأيت أو سمعت حين كنت في حالتي، وخاصة إن كان بجانبي شخص، فربما يفتح الموضوع لاحقًا، وأشعر بأنه يريد إحراجي أو تذكيري بما حدث.
المعذرة، فقد يصعب عليّ وصف حالتي بالكلام، لكنني والله متعب جدًا، ولا أعلم ما العلاج، ولا ماذا أفعل! ولكن أتمنى أنك –يا دكتور– قد فهمت حالتي، وجزاكم الله خيرًا.
أرغب بعلاج واضح، مع جدول لاستخدامه: كم أستخدمه؟ متى أبدأ؟ متى أتوقف؟ وكيف أوقفه؟
ولا أخفيكم، فقد تعرضت لمحاولتي غدر منذ قرابة 6 سنوات، والحمد لله نجاني الله، لكن بعدها، انتشر عني كلام سلبي، وكذب وبهتان، ومن كثرة تفكيري في كلام الناس، أصبحت إذا قابلت أحدًا أفكر: هل سمع عني شيئًا؟ كيف ستكون نظرته لي؟
ومنذ ذلك الوقت، كلما حاولت أن أستعيد ثقتي بنفسي، تأتيني فكرة: "وماذا لو غُدِرت من جديد؟"، فأصبحت أراقب الناس، وأتوتر، وأشكّ في الجميع، حتى مع سائق التاكسي أو أي شخص لا أعرفه، أبدأ بمراقبته وتخطر لي وساوس أنه سيؤذيني.
أريد أن أبني صداقات، ولكن التفاعل السلبي في الحديث، والنظرة السوداوية، والشك، والخوف، والخجل؛ كلها تمنعني من ذلك، فأُفضّل العزلة.
وأخيرًا: إذا قام أحد بحركة أو قال شيئًا، أقول في نفسي: "إنه يقصدني، ويريد استفزازي، ويريد أن يرى ردة فعلي"، حتى وإن لم يكن لي علاقة بالأمر، ولكن لا أستطيع التحكم في نفسي ولا أدري لماذا!
أعتذر على عدم ترتيب الحديث، لكن كلما تذكّرت شيئًا كتبته. والله الموفّق.